هي قضية وراءها نيات باطلة أريد بها باطل في مجلس عاطل، ووقع تناولها بطريقة لن ينتج عنها سوى مزيد من تأزيم الأوضاع في ظرف لا يحتمل التأزيم. ولقد تتالت الأخطاء الحكومية الفظيعة منذ إمساك الترويكا بالحكم والمجلس تغطّ أغلبيته في نوم عميق.
إن تضامننا المطلق مع إخوتنا الفلسطينيين ليس محل مزايدة سياسية تكون على حساب أولوياتنا الوطنية الحالية. وإذا أردنا خدمة القضية العربية الكبرى، وهي قضية تحرر وتنمية، فلا يكون ذلك إلا بعملنا كتونسيين في تونس لنكسب رهان التقدم. تونس أولا وأخيرا.

إننا ندعو الوزيرين آمال كربول ورضا صفر لمواصلة العمل من أجل إنقاذ البلاد. أما تقييم عملهما كما تقييم عمل كل الحكومة فليكن بيد رئيس الحكومة الذي يستطيع المجلس التأسيسي إبداء الملاحظات له من خلال رئيس المجلس دون هرج ومرج و"عيطة وشهود على ذبيحة قنفود".
وإذا تعذر ذلك يمكن وقتها للمجلس ممارسة صلاحياته غير القانونية وغير الشرعية بعد التوافق، من خلال الحوار الوطني، ومساءلة رئيس الحكومة بشكل عام، بطريقة حضارية هادئة، في وقت تحتاج فيه البلاد للهدوء والتركيز والكفاءة والوطنية العالية وهي صفات أتساءل إن كان 80 من أعضاء المجلس الوطني على الأقل يشتركون معنا في معانيها."